الإمارات العربية معروفة في جميع أنحاء العالم باعتبارها الدولة التي تتعامل مع تحديات الزمان. هذه التحديات هي أيضا معتبرة ضمن جدول أعمالنا الحالي.

الإمارات العربية معروفة في جميع أنحاء العالم باعتبارها الدولة التي تتعامل مع تحديات الزمان. هذه التحديات هي أيضا معتبرة ضمن جدول أعمالنا الحالي.

بالنسبة لي فإنه من المهم جدا، ليس فقط تحقيق التنمية المستدامة في أرض من الأراضي على أساس تكنولوجيات الطاقة المتجددة ، ولكن إلى حد كبير تحقيق الانصهار المعماري مع التضاريس الطبيعية الفريدة من نوعها وقدرتها على التواجد معها.

نحن على علم ببرنامج الدولة لدعم هذه التكنولوجيات ، فالإمارات العربية المتحدة تتقدم بنشاط ونجاح على طريق تطوير مثل هذه التكنولوجيات. إن فريقنا يؤمن بالقوة الدافعة وروح هذا التطور. المشروع الذي نقترح تنفيذه في إمارة الفجيرة فريد من نوعه وليس له تقريبا مثيلا في العالم في جميع جوانبه ، ويمكنه أن يكون خطوة كبيرة نحو الأمام في هذا الطريق.

لقد أسمينا المشروع " غلاتشير سيتي ريسورت" حيث أن التسمية نشأت من فهم حقيقة أن أي هيكل طبيعي حي على كوكبنا، ليس فقط الانسان، لديه رمزه البرامجي الداخلي (الشيفرة الداخلية)، وأن مثل هذه الظاهرة الطبيعية المعقدة مثل "ألبين غلاتشير"،  تعيش بالتأكيد حسب الجينوم الخاص بها والذي نحاول إعادة إنشائه.

لقد أعجبنا كثيرا موقع المشروع. فالرقعة الشاسعة لخليج عمان، والجمال الكوني الفريد من نوعه لجبال الحجر والشمس كلها عناصر تجتمع هنا وتتوحد في شكل موحد. لقد أعجبنا الجمال الخلاب المتقلب للصحراء، والمناظر الشاسعة الجميلة تبعث على الروعة.

سبع من الأصداف البحرية ملقاة على الرمال بالقرب من المحيط. فهي مستلقات على الرمال كتلك التي تقبع في أعماق المحيط منفتحة للشمس وتحت السماء. إنها الإمارات السبعة.

في أصداف "غلاتشير سيتي ريسورت" توجد مباني لشقق سكنية ومساكن ومحلات تجارية ومراكز رياضية وطبية. انها مدينة كاملة ذات شوارع وساحات. كل هذه المباني متصلة بواسطة الغشاء الذي يجمع الدفء من أشعة الشمس ويقوم بتحويله إلى كهرباء وهواء بارد. تحت هذا الغشاء توجد انحدارات ومسارات جليدية اصطناعية، حيث الأجواء الشتوية الدائمة التي تُمكن الزائر من التزلج على الجليد واللعب في الثلج. البرد سوف يكون منه الكثير هناك، وهو ما يسمح لنا بتكثيف الماء من رطوبة الجو واستعماله. فالماء كما هو معروف مصدر للحياة، ولذلك ستكون هناك الحدائق الخضراء والحدائق المائية.

إن هذا المجمع العالمي المعقد لن يغير  في المظهر الطبيعي للمنطقة، فهو مندمج تماما في معالم المكان الفريدة ويعتبر جزءا لا يتجزأ منه. الشواطئ والمحيط والجبال ستظل كما هي شواطئ ومحيط وجبال دون أي تغيير. كما سيتم الحفاظ على التوازن الطبيعي إلا أننا سوف نضيف قليلا من المساحات الخضراء.

إن هذا المجمع يجب أن يصبح كائنا حيا تقريبا مثلنا تماما. إنه فريد من نوعه بحيث يمكنه أن يصبح نموذجا لمدينة المستقبل بصفر استهلاك للطاقة. سوف يستهلك الكثير من موارد الطاقة التي سيكون قادرا على إنتاجها ذاتيا. وهذا هو طابعه العالمي وما يجعله فريدا.

المهندس المعماري د. رازماخنين